Looking For Anything Specific?

Header Ads

عجوز على الطاولة




في احد المقاهي الراقية يجلس الحبيب منتظراً حبيبته ، كم هو في شوق اليها ، كم يتمنى أن يجلس معها وقتا طويلا ، أن يطيل النظر إلى عينيها ، ويرى كيف ترتسم الابتسامة على شفتيها ، يستشعر وجودها ، يستمع إلى كلماتها ، قرر أن ينصت إلى كل كلمة تقولها ، ستخبره بكل ما جرى لها ، سيسألها عن جراحها ليضمدها ، وعن ألآمها ليزيلها ، فلقد حان الوقت ليرفع عنها أحمالها وأثقالها وكل همومها و يُذهب عنها أحزانها .
هاهي قد وصلت حبيبته ، قلبه يكاد يرقص فرحاً ، لكنه يحاول ان يتماسك ، أخيراً قد حان الوقت لإحتضان حبيبته . سيحتضنها طويلا ليزيل شوقه اليها ، لكن فوجئ بحبيبته تحمل شيئاً كبيراً معها يحول دون إحتضانها ، شعر بالأسف لعدم تمكنه من إحتضانها لكنه كتم أسفه وأخفى حسرته .



وضعت حبيبته ذلك الكائن الذي كانت تحمله على الطاولة فإذا به عجوز أشمط تبدو عليه آثار الدهر ، شواربه طويلة بيضاء مشوبة بالحمرة من أثر التدخين ، صامت لا يتكلم ، وينظر بإتجاه واحد .


إستغرب الحبيب وجود ذلك العجوز لكنه حاول تجاهل الأمر .


هو : حبيبتي كم أنا في شوق إليك وإلى لقاءك .


هي : أنظر .


هو : إلى ماذا ؟


هي : إلى هذا ( وأشارت إلى العجوز )



هو : ما به ؟ .


هي : إنه صديق قديم .


لكن الحبيب لا يستطيع النظر إلى حبيبته جيداً بسبب وجود ذلك العجوز على الطاولة .


هو : حبيبة قلبي ممكن تزيلي هذا الكائن من بيننا ، اريد ان ارآك جيدا ، وأعالج شوقي إليك بالنظر إليك والتحدث معك .


هي : وما المشكلة حبيب قلبي ؟ هل تظن أن هذا يحول بيني وبينك ؟.


هو : لكن لا أستطيع أن ارآك بوضوح ، ولا أن اتحدث معكِ في وجود هذا الكائن بيننا .


هي : لا تقلق حبيبي أنا لا اهتم به اطلاقاً .


هو : ولا أنا أهتم به .


هي : فأين المشكلة ؟ .


هو : لماذا تصرين على وضع هذا العجوز على الطاولة ؟.


هي : ( بغضب ) هل تريدني أن أغرب عن وجهك ؟ أم ماذا ؟.


هو : لا ، ولكن ما سر وجود هذا الديناصور ؟ أزيليه من بيننا أرجوك .


هي : هو صديق قديم ، مجرد ذكرى ( حبيب قلبي ) فلا تنزعج ، أحتفظ به للذكرى فقط لا غير .


هو : حبيبة قلبي ما رأيك أن أعمل لك متحف صغير تضعين به كل الآثار الخاصة بذكرياتك ومنها هذا الكائن .


هي : هل تسخر مني ؟ .


هو : لا حبيبتي انا جاد فيما اقول .


وهنا يخرج العجوز سيجارة من علبة السجائر ويبدأ في تدخينها ثم يتحدث لأول مرة والحبيب ينظر إليه باندهاش .


العجوز : هل توجد صراصير في هذا المكان ؟ .


الحبيب : ( مندهشا ) صراصير ؟!


هي : هههههههههاا نعم حبيبي هو يهتم كثيراً بملاحقة الصراصير .


يستسلم الحبيب تماما ويلتزم الصمت ، وتبدأ حبيبته في سرد قصة ذلك العجوز الطويلة في ملاحقة الصراصير . في الوقت الذي كان العجوز يشعل سيجارة من سيجارة .


إنتهت الحبيبة من سرد قصة ذلك العجوز في ملاحقة الصراصير ، تنفس الحبيب الصعداء وردد بداخله ( آآآه حبيبتي كنت في شوق لتحدثيني عن نفسك فحدثتيني عن الصراصير ) .


قام الحبيب من مكانه وقال لحبيبته إستمتعت حبيبتي بلقائك وحديثك الرائع عن ملاحقة هذا العجوز للصراصير ، كما أنها كانت فرصة سعيدة أن التقي بمثل هذا الرجل الطيب .


هو : إلى اللقاء حبيبتي .


وخرج بعد ان إختفت رائحة العطر التي كانت تفوح من ملابسه ، وأصبحت تفوح من ملابسه رائحة الدخان .


( إتصل به صديقه )


الصديق : ماذا جرى صديقي ؟ هل إلتقيت بها ؟ .


هو : نعم إلتقيت بهما ؟ .


الصديق : ( متسائلا ) بهما ؟!.


هو : نعم بهما ، وسأخبرك فيما بعد .


الصديق : وهل تحدثت معها طويلا ؟ .


هو : نعم طويلا جدا .


الصديق : وعن ماذا تحدثتم ؟.


هو : عن ملاحقة الصراصير .


ثم أغلق الهاتف ولم يكمل المكالمة لكن راودته فكرة أخرى وهي أن يتصل بها ، ربما يستطيع التحدث معها أكثر من خلال الهاتف بعيداً عن وجود ذلك العجوز .


وبدأ الأتصال بها .


هو : مرحبا حبيبة قلبي .


هي : مرحبا حبيبي .


هو : أردت إخبارك بشئٍ هام .


هي : هههههاا وانا ايضا اردت اخبارك بشئ طريف جداً


هو : ما هو حبيبتي ؟ .


هي : لقد أحرقت شارب العجوز بالنار .


هو : ماذا ؟ .


هي : أردت مساعدته في إشعال سيجارة فإنحرق شاربه هههههههاااا .


هو : ههههههههههههههههه


باي صديقتي


ثم أنهى المكالمة لكنه إستمر في الضحك هههههههههههههههه ههههههههههه


هههههههههههههههههههههههههه