في احد المقاهي الراقية يجلس الحبيب منتظراً حبيبته ، كم هو في شوق اليها ، كم يتمنى أن يجلس معها وقتا طويلا ، أن يطيل النظر إلى عينيها ، ويرى كيف ترتسم الابتسامة على شفتيها ، يستشعر وجودها ، يستمع إلى كلماتها ، قرر أن ينصت إلى كل كلمة تقولها ، ستخبره بكل ما جرى لها ، سيسألها عن جراحها ليضمدها ، وعن ألآمها ليزيلها ، فلقد حان الوقت ليرفع عنها أحمالها وأثقالها وكل همومها و يُذهب عنها أحزانها .
هاهي قد وصلت حبيبته ، قلبه يكاد يرقص فرحاً ، لكنه يحاول ان يتماسك ، أخيراً قد حان الوقت لإحتضان حبيبته . سيحتضنها طويلا ليزيل شوقه اليها ، لكن فوجئ بحبيبته تحمل شيئاً كبيراً معها يحول دون إحتضانها ، شعر بالأسف لعدم تمكنه من إحتضانها لكنه كتم أسفه وأخفى حسرته .
وضعت حبيبته ذلك الكائن الذي كانت تحمله على الطاولة فإذا به عجوز أشمط تبدو عليه آثار الدهر ، شواربه طويلة بيضاء مشوبة بالحمرة من أثر التدخين ، صامت لا يتكلم ، وينظر بإتجاه واحد .
إستغرب الحبيب وجود ذلك العجوز لكنه حاول تجاهل الأمر .
هو : حبيبتي كم أنا في شوق إليك وإلى لقاءك .
هي : أنظر .
هو : إلى ماذا ؟
هي : إلى هذا ( وأشارت إلى العجوز )
هو : ما به ؟ .
هي : إنه صديق قديم .
لكن الحبيب لا يستطيع النظر إلى حبيبته جيداً بسبب وجود ذلك العجوز على الطاولة .
هو : حبيبة قلبي ممكن تزيلي هذا الكائن من بيننا ، اريد ان ارآك جيدا ، وأعالج شوقي إليك بالنظر إليك والتحدث معك .
هي : وما المشكلة حبيب قلبي ؟ هل تظن أن هذا يحول بيني وبينك ؟.
هو : لكن لا أستطيع أن ارآك بوضوح ، ولا أن اتحدث معكِ في وجود هذا الكائن بيننا .
هي : لا تقلق حبيبي أنا لا اهتم به اطلاقاً .
هو : ولا أنا أهتم به .
هي : فأين المشكلة ؟ .
هو : لماذا تصرين على وضع هذا العجوز على الطاولة ؟.
هي : ( بغضب ) هل تريدني أن أغرب عن وجهك ؟ أم ماذا ؟.
هو : لا ، ولكن ما سر وجود هذا الديناصور ؟ أزيليه من بيننا أرجوك .
هي : هو صديق قديم ، مجرد ذكرى ( حبيب قلبي ) فلا تنزعج ، أحتفظ به للذكرى فقط لا غير .
هو : حبيبة قلبي ما رأيك أن أعمل لك متحف صغير تضعين به كل الآثار الخاصة بذكرياتك ومنها هذا الكائن .
هي : هل تسخر مني ؟ .
هو : لا حبيبتي انا جاد فيما اقول .
وهنا يخرج العجوز سيجارة من علبة السجائر ويبدأ في تدخينها ثم يتحدث لأول مرة والحبيب ينظر إليه باندهاش .
العجوز : هل توجد صراصير في هذا المكان ؟ .
الحبيب : ( مندهشا ) صراصير ؟!
هي : هههههههههاا نعم حبيبي هو يهتم كثيراً بملاحقة الصراصير .
يستسلم الحبيب تماما ويلتزم الصمت ، وتبدأ حبيبته في سرد قصة ذلك العجوز الطويلة في ملاحقة الصراصير . في الوقت الذي كان العجوز يشعل سيجارة من سيجارة .
إنتهت الحبيبة من سرد قصة ذلك العجوز في ملاحقة الصراصير ، تنفس الحبيب الصعداء وردد بداخله ( آآآه حبيبتي كنت في شوق لتحدثيني عن نفسك فحدثتيني عن الصراصير ) .
قام الحبيب من مكانه وقال لحبيبته إستمتعت حبيبتي بلقائك وحديثك الرائع عن ملاحقة هذا العجوز للصراصير ، كما أنها كانت فرصة سعيدة أن التقي بمثل هذا الرجل الطيب .
هو : إلى اللقاء حبيبتي .
وخرج بعد ان إختفت رائحة العطر التي كانت تفوح من ملابسه ، وأصبحت تفوح من ملابسه رائحة الدخان .
( إتصل به صديقه )
الصديق : ماذا جرى صديقي ؟ هل إلتقيت بها ؟ .
هو : نعم إلتقيت بهما ؟ .
الصديق : ( متسائلا ) بهما ؟!.
هو : نعم بهما ، وسأخبرك فيما بعد .
الصديق : وهل تحدثت معها طويلا ؟ .
هو : نعم طويلا جدا .
الصديق : وعن ماذا تحدثتم ؟.
هو : عن ملاحقة الصراصير .
ثم أغلق الهاتف ولم يكمل المكالمة لكن راودته فكرة أخرى وهي أن يتصل بها ، ربما يستطيع التحدث معها أكثر من خلال الهاتف بعيداً عن وجود ذلك العجوز .
وبدأ الأتصال بها .
هو : مرحبا حبيبة قلبي .
هي : مرحبا حبيبي .
هو : أردت إخبارك بشئٍ هام .
هي : هههههاا وانا ايضا اردت اخبارك بشئ طريف جداً
هو : ما هو حبيبتي ؟ .
هي : لقد أحرقت شارب العجوز بالنار .
هو : ماذا ؟ .
هي : أردت مساعدته في إشعال سيجارة فإنحرق شاربه هههههههاااا .
هو : ههههههههههههههههه
باي صديقتي
ثم أنهى المكالمة لكنه إستمر في الضحك هههههههههههههههه ههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههه